arablog.org

صنم الوحدة تحطم إلى الأبد

صنم الوحدة الذي اُستغِل لاستبداد الجنوب واضطهاد أبنائه تحطم وانتهى إلى الأبد لم يعد موجود إلا في عقول أبناء الشمال الذين يمجدونه ليل نهار لأن لهم مصلحة في ذلك وهو من كان يمنحهم السلطة والامتيازات لكل طبقاتهم الاجتماعية على حساب غيرهم حتى على مستوى البائع المتجول الذي كان بإمكانه في عدن أن يحرك طقم الأمن المركزي لحمايته وحماية بسطته بينما لا يجد الموطن العدني أي نوع من الحماية بل لم يسلم من الابتزاز والإهانة في النقاط العسكرية التي كانت تنتشر بكل مكان.

تحطَّمت أصنام كثيرة كان يستغلّها الانتهازيون في هذا العالم للجباية واضطهاد الناس تحت شعارات دينية أو غير دينية وإيهامهم إن هذا ربكم الأعلى وعليكم عبادته .. تحطّمت هذا الأوهام في عقول الناس بعد أن اكتشفوا حقيقتها وكذلك صنمكم الذي حوَّلتموه إلى أداة للجباية واستبداد الآخرين تحت شعارات وطنية مخادعة وزائفة تحطم على الواقع ولم يعد إلا مجرد مصطلح تخشَّب في عقولكم وتوهمون أنفسكم بوجوده.

تذرفون اليوم دموع التماسيح على من يُغتال من كوادر الجنوب وتبدوا حرصكم الكاذب عليه وقد فعلت عساكركم وعصاباتكم أكثر مما فعلت “داعش” نفسها وبنفس الأسلوب والأدوات و”داعش” كانت يدهم التي يبطشون بها وأنتم حينها تصفَّقون لهم وتعتبرون ذلك بطولة وبكل وقاحة تتبجحون بانتصاراتكم التي راح ضحيته 194كادر جنوبي اغتيالاً ولحقهم آخرين كثر وآلاف قتلوا بحرب ظالمة ومئات الآلاف تشردوا خارج وطنهم ووظائفهم لهذا السبب فما هو الفرق إذاً بين “داعش” ومناصريها وبين عصاباتكم وأنتم المناصرون لها؟ لا فرق .. لا فرق بينكم! مكرهين وجد الجنوبيون أنفسهم اليوم بين فكيّ كماشة “داعش” أمّا أن ينتصروا عليها وأما أن تقضمهم وينتهي كل طموحهم بالحياة الكريمة الهادئة لا يُمكن وجود حلول وسط مع “داعش” بشقيها.

نعم مصيبة الجنوب كبيرة بوجود هذا الغول المسمى “داعش” على أرضه والمصيبة الأكبر منها نكرانها وعدم الاعتراف بها للبحث عن حلول حقيقية تهدف إلى استئصالها، عدم الاعتراف بحقيقة وجودها وتغلغل فكرها الخبيث في عقول بعض الشباب خطيئة أخرى يرتكبها أبناء الجنوب كخطيئة الذهاب إلى الوحدة دون تخطيط واعي ودراسة ولكن أيضاً عليكم أنتم أن تسألوا أنفسكم من أين جاء هذا الفكر إلى الجنوب؟ ومن غرسه في عقول أبنائه؟ لتعود بكم الذاكرة إلى البذرة الأولى التي أنتجت هذا الغول المتوحَّش الذي يكبر يوماً بعد يوم ستجدون النتيجة ببساطة .. ستجدون إن “داعش” هي الابن الشرعي لنظامكم الذي سيطر على الجنوب بالقوة وكانت القاعدة –قبل أن تغيّر المسمى- كانت أحد أدوات قوته.. في حرب 94 هو من خلَّفها خدمة لتنفيذ أجندته وها هو الآن ينهار بعد هذه السنين الطويلة وبعد كل العبث الذي مارسه تاركاً إرثه الثقيل على عاتق أبناء الجنوب المنهكين من بطشه المستمر طوال عقدين ونصف من الزمن.

الآن لم يبقى لكم في الشمال إلا أن تحطَّموا هذا الصنم المسيطر على تفكيركم وتفكّروا بشكل مختلف ولنذهب سوياً إلى محاربة “داعش” كلاً في مكانه ونجفف منابع تمويله ومصادر تغذيته واجتثاث كل شيء يؤدي إلى تكاثره .. لا جدوى من التفكير بالعقلية السابقة لن يفيد الشمال ولا الجنوب فكروا بنضج وروية المرحلة تقتضي أن يبحث الجميع عن الأمن ويعملوا بكل جهد من أجل تحقيقه. الوطن هو المكان الذي يؤمن لك حياتك ويضمن لك حياة كريمة لا يهم إن يكون صغيراً أو كبيراً لا يهم بأي جهة وبأي زاوية من هذا العالم يوجد لا يهم اسمه وتاريخه إن لم يكن حاضره مستقراً ومستقبله مشرق  وما معنى الوطن إن لم يكن مستقر وأمن؟

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *